هل نحن ضحايا النظام التعليمي الغربي في تأخر الزواج؟

من الطبيعي أن يتطور الإنسان ويخوض رحلة التعليم لاكتساب المعرفة والخبرة التي تؤهله لحياة مهنية ناجحة. لكن السؤال الأعمق: هل أصبح النظام التعليمي الحديث أحد أهم أسباب تأخر الزواج لدى شباب اليوم؟
جذور المشكلة
النظام التعليمي الذي نعيشه اليوم لم يُصمم في الأصل لبناء أسر أو إعداد أجيال تتحمل المسؤولية الزوجية. بل نشأ مع الثورة الصناعية في أوروبا، ليُخرج موظفين مؤهلين للعمل في المصانع، عبر سنوات طويلة من التعليم المتدرج الذي يستهلك زهرة الشباب.
فالشاب لا يتخرج من الجامعة غالبًا إلا في سن 22 أو 23 عامًا، وبعدها يحتاج سنوات إضافية لتثبيت نفسه مهنيًا، مما يؤخر قرارات الزواج.
مقارنة مع الماضي
لو عدنا إلى الوراء قليلاً، لوجدنا أن أجدادنا كانوا يدخلون معترك الحياة العملية وتحمل المسؤولية في سن مبكرة. كثير من الأمهات والآباء تزوجوا في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة، وكانوا قادرين على إدارة أسرة صغيرة بكل مسؤولية.
بل في التاريخ الإسلامي، نرى نماذج مدهشة: محمد الفاتح فتح القسطنطينية وعمره 21 عامًا، وقادة كبار حملوا مسؤوليات ضخمة وهم في سن المراهقة.
الأثر على مؤسسة الزواج
هذا "النمط التعليمي المستورد" جعل أبناءنا يظلون معتمدين على الأسرة حتى العشرينات، بل والثلاثينات أحيانًا. وهو ما انعكس على مؤسسة الزواج:
ضعف الاستعداد النفسي لتحمل المسؤولية.
غياب النضج العملي في إدارة بيت وأسرة.
ارتباط الزواج بشرط "الاستقرار المادي الكامل" الذي لا يتوفر إلا متأخرًا.
دروس من التاريخ
الخلافة العثمانية مثلًا سنت قوانين تُشجع على الزواج المبكر. كان القانون يقضي بخصم جزء من راتب الشاب غير المتزوج لصالح شاب يرغب بالزواج، مما يعكس نظرة المجتمع حينها إلى الزواج كضرورة اجتماعية لا مؤجلة.
وفي الأندلس، حيث بلغ التعليم ذروة ازدهاره، لم يكن هناك تعارض بين التعلم والزواج المبكر، بل تخرج الشباب من الجامعات في سن مبكرة وهم متزوجون بالفعل.
الخلاصة
لسنا ضد التعليم، بل التعليم ركيزة أساسية في نهضة الأمم. لكننا بحاجة إلى تصحيح المفهوم: أن الزواج لا يتعارض مع الدراسة أو الطموح، بل يكمله ويقويه.
فالخوف من الزواج المبكر بحجة "عدم النضج" قد يكون في كثير من الأحيان انعكاسًا لمخرجات نظام تعليمي غربي غريب عن بيئتنا، أكثر منه حقيقة إنسانية.
ومثلما أن الزواج يمنحنا لحظات جميلة، يمكننا أن نجعل دعوات الزواج أيضًا لحظة لا تُنسى! مع بطاقات توليب التفاعلية صُمّمت لتمنحك تجربة رقمية فريدة تعبّر عنكم، وتُبهر ضيوفكم. أرسل بطاقتك عبر الهاتف بثوانٍ، تابع العد التنازلي ليوم الزفاف، وشارك الموقع، المواعيد، والمشاعر… كل ذلك في بطاقة واحدة أنيقة وسهلة الاستخدام. 🌸